الصحافة العالمية:الاقتصاد الاوروبي في خطر ماحق وبوتن يكسب الحرب

أربعاء, 11/05/2022 - 08:24

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الأربعاء، آخر تطورات الحرب الأوكرانية، وسط تقارير تفيد بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أسند مهمة التجسس في أوكرانيا لجهاز المخابرات العسكرية بدلا من جهاز الأمن الفيدرالي، جراء الإخفاقات المخابراتية.
وسلطت صحف الضوء على تقارير تكشف أن الاقتصادات الغربية باتت في خطر وقد تعاني خلال الفترة المقبلة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة جراء الحرب.
فيما أشارت صحف أخرى إلى أن جماعات حقوق الإنسان تحذر من احتمال زيادة الاتجار بالبشر مع استمرار الحرب في أوكرانيا، مع سريان مخاوف من أنه كلما طالت الحرب في أوكرانيا، كانت العواقب أسوأ على المناخ.
إيران تعتقل عاملات في مجال إنتاج الأفلام والتصوير
الصين تحذف تصريحات مدير الصحة العالمية عن "سياسة صفر كوفيد"
تهميش بوتين لـ“FSB“
واعتبرت صحيفة ”التايمز“ البريطانية قرار الرئيس الروسي، بإسناد مهمة التجسس في أوكرانيا إلى جهاز المخابرات العسكرية ”GRU“ بمثابة تهميش واضح وصريح لوكالة التجسس الرئيسي في البلاد ”جهاز الأمن الفيدرالي FSB“، بعد إخفاق الأخير في إمداد القيادة الروسية بمعلومات مخابراتية دقيقة حول الحرب.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن تقرير صادر عن محللين أمنيين روس: ”همش بوتين مسؤولي التجسس الروس في العمليات في أوكرانيا واستبدلهم برؤساء المخابرات العسكرية، بمن في ذلك ضابط سابق في القوات الخاصة“.
وأضاف التقرير: ”تم إلقاء اللوم على جهاز الـFSB، بسبب إخفاقات استخباراتية ساهمت في فشل العملية العسكرية في أوكرانيا“.
وزعمت ”التايمز“، في تقريرها، أن ”جهاز المخابرات العسكرية، وهو فرع من الجيش يضم وحدة قوات خاصة تابعة له، تورط في العديد من العمليات الشديدة الخطورة في جميع أنحاء العالم، بما فيها محاولات الانقلاب والاغتيالات وتخريب البنى التحتية“.
وأوضحت الصحيفة أن النائب الأول لرئيس المخابرات العسكرية الروسية فلاديمير أليكسييف، هو الآن مسؤول عن العمليات الاستخباراتية في أوكرانيا بعد خفض رتبة ”FSB“، مشيرة إلى أنه على عكس معظم أعضاء ”FSB“، فإن ألكسييف – 61 عامًا، هو ضابط سابق في القوات الخاصة، وله تاريخ في العمل العسكري.
وقالت الصحيفة: ”بعد أن أصبح نائباً أول للرئيس في عام 2011، كان ألكسييف مسؤولا عن تنسيق العمل العسكري في سوريا ومنطقة دونباس“.
وأوضحت أنه ”تم وضعه على قائمة العقوبات الأمريكية للاشتباه في تورطه في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية 2016“.
وأضافت: ”في الشهر الماضي، ذكرت المخابرات الأوكرانية ان أليكسييف ضمن قائمة مجرمي الحرب“.
ورأت الصحيفة أن صعود ”GRU“ يمثل تراجعًا مهينًا لأهمية ”FSB“، وهي وكالة تربطها علاقات عاطفية وثيقة ببوتين، الذي شغل منصب مديرها قبل أن يصبح رئيسًا، وخدم لأعوام عديدة مع الوكالة الأم الـ“KGB“.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات الروسية زجت في آذار/مارس الماضي، بعد سلسلة من الأخطاء الفادحة في الأيام الأولى من ”الغزو“، بسيرغي بيسيدا، رئيس ”الخدمة الخامسة“ بجهاز الأمن الفيدرالي، في سجن ليفورتوفو، لكنه عاد لممارسة عمله مؤخرا.
جدير بالذكر أنه تم إنشاء ”قسم الخدمة الخامسة“ بجهاز الأمن الفيدرالي في نهاية التسعينيات، عندما كان بوتين مديرًا للجهاز لتنفيذ عمليات في دول الاتحاد السوفيتي السابق.
زيادة ”الاتجار بالبشر“ مع استمرار الحرب
وذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية أن جماعات حقوق الإنسان تحذر من احتمال زيادة الاتجار بالبشر مع استمرار الحرب في أوكرانيا، مشيرة إلى أنه وفقًا لأحدث تقييم أجرته ”منظمات مكافحة الاتجار بالبشر“، سيستمر خطر وقوع الأوكرانيين ضحية للمتاجرين بالبشر في الازدياد مع استمرار الصراع هناك.
ونقلت الصحيفة عن تقرير صادر من قبل مجموعة ”لا سترادا“ الدولية، وهي اتحاد من منظمات مكافحة الاتجار بالبشر ومقره أمستردام، قوله: ”فر ما يقدر بنحو 12 مليون أوكراني من ديارهم منذ الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير، ولجأ ما يقرب من نصفهم إلى خارج البلاد.
وأوضح التقرير: ”الغالبية العظمى من اللاجئين هم من النساء والأطفال، وهما المجموعتان الأكثر عرضة للوقوع ضحية للعمل والاعتداء الجنسي“.
وقالت المجموعة، وفقا للصحيفة، إنه ”من السابق لأوانه تحديد حجم التهديد“، لكنها أشارت إلى أن هذا الإجراء المبكر من قبل المجتمع المدني والحكومات لحماية اللاجئين عند المعابر الحدودية ربما ساعد في تجنب التنبؤات الكابوسية الأولية.
ووفقاً للصحيفة الأمريكية، وجدت ”لا سترادا“ أن كلا من ”يوروبول“، وهي وكالة إنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي، والهيئات الوطنية لإنفاذ القانون داخل أوروبا ”أبلغت عن رؤية سلوكيات مشبوهة ولكن لا توجد علامات على إساءة منهجية“، لكنها حذرت من أنه مع دخول الحرب شهرها الثالث، تستمر المخاطر التي يواجهها النازحون في داخل وخارج البلاد.
وفي غضون ذلك، نقلت ”البوست“ عن المؤلفة المشاركة لتقرير المجموعة الهولندية، سوزان هوف: ”بينما تتخذ السلطات والحكومات الوطنية إجراءات وإيلاء الاهتمام لمخاطر الاتجار بالبشر، يظهر تقريرنا ثغرات كبيرة، نعتقد أنه يجب معالجتها بسرعة لمنع الأشخاص من أن يصبحوا فريسة للمتاجرين بالبشر“.
وحذرت الناشطة من أن أولئك الذين فروا بمفردهم، دون أقارب أو اتصالات في البلدان المجاورة ”يواجهون مخاطر متزايدة بشكل كبير لأنهم بحاجة إلى الاعتماد على أشخاص لا يعرفونهم“.
وفي مقابلة مع الصحيفة الأمريكية، قال الممثل الخاص المعني بالاتجار بالبشر في ”منظمة الأمن والتعاون في أوروبا“ لفاليانت ريتشي، إنه ”قبل الحرب، كان الأوكرانيون من بين أكثر الجنسيات التي يتم تهريبها إلى أوروبا“، موضحا أن هناك بالفعل ”طرق تهريب راسخة“ من أوكرانيا تديرها منظمات إجرامية.
وقالت الصحيفة إنه في غضون ساعات من اندلاع الحرب، أطلقت الوكالات الحقوقية ناقوس الخطر من أن تجار البشر قد يستهدفون اللاجئين عند المعابر البرية المكتظة بين أوكرانيا وجيرانها الأوروبيين.
وأوضحت: ”يستخدم العديد من اللاجئين وسائل التواصل الاجتماعي لنشر طلبات الحصول على سكن أو فرص عمل، ويمكن لهذه المنصات تنبيه التجار إلى الضحايا المحتملين وتساعد على إغرائهم“.
الاقتصادات الغربية في خطر
وذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن الاقتصادات الغربية ستعاني من تداعيات ارتفاع كبير في أسعار النفط والغاز في الفترة المقبلة مع استمرار الحرب في أوكرانيا، معتبرة أن أوروبا ستكون الأكثر تضررا من الولايات المتحدة، بصفتها مستوردًا كبيرًا للطاقة.
وقالت الصحيفة: ”مع استمرار الحرب في أوكرانيا وتشديد العقوبات الغربية على روسيا، تنحسر احتمالية عودة أسعار الطاقة إلى وضعها الطبيعي، مما يزيد من تأثير الصراع على النمو الاقتصادي العالمي، لكن أوروبا تبدو معرضة للخطر بشكل خاص“.
وأضافت: ”بعد الارتفاع الأول في 2021 حيث بدأ الاقتصاد العالمي في التعافي من جائحة كورونا، ارتفعت أسعار الطاقة مرة أخرى بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، مما يعكس مخاوف من توقف إمدادات النفط والغاز من أحد أكبر المصدرين في العالم، روسيا“.
وتابعت: ”يعتقد الاقتصاديون أن معدلات التضخم من المرجح أن تظل مرتفعة لفترة أطول مما كان متوقعًا عندما بدأ الغزو، مما يؤثر على القدرة الشرائية للأسر ويحافظ على ارتفاع تكاليف الإنتاج“.
وفي قضية أخرى، قالت الصحيفة: ”نظرًا لأنه من الصعب على العديد من الأشخاص تقليل استهلاكهم للطاقة، يتوقع الاقتصاديون ارتفاع أسعار الكهرباء ووقود التدفئة والبنزين لتقييد المبلغ الذي يمكن أن تنفقه الأسر على السلع والخدمات الأخرى، محذرين من أن ذلك سيؤثر على النمو في جميع الدول باستثناء أكبر الدول المصدرة للطاقة“.
وأضافت: ”على عكس أمريكا، تستورد أوروبا معظم طاقتها، لذلك عندما ترتفع الأسعار، يذهب الكثير من الإنفاق الإضافي من قبل الأسر والشركات إلى الموردين في روسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. ومع سعي أوروبا لتقليل اعتمادها على الطاقة الروسية، يذهب بعضها إلى الولايات المتحدة، التي أصبحت مصدرًا مهمًا للغاز الطبيعي المسال في منطقة اليورو“.
الحرب.. وتهديد جهود ”المناخ“
وحذر المبعوث الأمريكي للمناخ، جون كيري، من أنه كلما طالت الحرب في أوكرانيا، كانت العواقب أسوأ على المناخ.
وقال كيري، في مقابلة مع صحيفة ”الغارديان“ البريطانية، إن العديد من البلدان تكافح مع أزمة طاقة بينما تحتاج بشكل عاجل إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية.
وأوضح: ”يعتمد الأمر على ما يحدث مع الحرب، إذا تمكنا بطريقة ما من إيجاد طريقة لحل بعض المشاكل الأساسية في الأشهر الـ 6 المقبلة، فربما يمكننا تسريع كل شيء معًا.. أعتقد أنه يمكننا قطع مسافة للتقدم في معالجة أزمة المناخ“.
وأضاف: ”كلما طال هذا الأمر، أصبح من الصعب البقاء في نطاق 1.5 درجة مئوية، حيث يعتقد عدد من العلماء أننا على حافة هذه الدرجة الآن. أي شيء ليس جزءًا من تسريع جهود خفض الانبعاثات يعيق الطريق“.
أوكرانيا توقف تدفق بعض الغاز الروسي لأوروبا وتزعم تحقيق مكاسب عسكرية
كوريا الجنوبية: توتر أمني بسبب تجربة نووية محتملة لـبيونغ يانغ
وقال كيري: ”إن الاضطراب الذي سببته حرب أوكرانيا أجبر البلدان على إعادة النظر في اعتمادها على الوقود الأحفوري“.
وأوضح أن ”واشنطن ستزيد إنتاجها من الغاز الطبيعي، على الرغم من أهدافها المناخية، لمساعدة الحلفاء الأوروبيين على استبدال الوقود الأحفوري الروسي“.
وأكد كيري أن الحرب الأوكرانية ليست الشيء الوحيد الذي يعترض جهود المناخ، قائلا: ”اللامبالاة في بعض الأوساط، والمعلومات المضللة الصريحة في مناطق أخرى، والأشخاص الذين يحبون الوضع الراهن ربما يكونون إحدى أكبر مشاكلنا

المصدر :ارم