خطاب عربي
حرص رئيس الجمهورية فى خطاب الاستقلال الليلة على استعراض عضلاته اللغوية الخطابية فجاء كلامه بالغ الفصاحة والانسيابية والاحترام الصارم لإشارات مرور النحو والصرف والمحسنات اللفظية
كذلك كان شكل الخطاب
أما المضمون فلم يحمل جديدا يذكر
جاء مخيبا لآمال مدرسين منذ منتصف اكتوبر يستعينون بجداول الضرب والجمع والقسمة دون ( الناقص) لحساب زيادات على رواتبهم سمعوا منذ مطلع اكتوبر أن الرئيس سيعلنها فى خطاب الليلة وكانت اسئلتهم تنصب حول نسبة تلك الزيادة وهل تعنى الراتب كله أم أنها على الراتب( القاعدي) أو( الداعشي)
تبخرت آمالهم تماما فالخطاب كان (سحبانيا) ولم يكن باسلوب( ذى القرنين) وهو يساوى بين( الصدفين)
خطاب ليس فيه مايثير فضول المحللين وقراء مابين وماوراء السطور
خطاب واضح قدتقرأه لتنويم صبية ينتظرون عشاء لاياتى بعد( العشاء ) ولاقبلها
خطاب تقريري تبريري يسبح على الشطآن الكاذبة للازمات المحلية ولايقترب منها موجا مصطخبا
(ارقام وحروف) على طريقة البرامج الإذاعية ولا طبق تدخل فيه يدك وإن تخيلته فلا ثريد فيه ولاقديد ولاعصيدة
خطاب اقرب لخطبة جمعة وعظية منه لخطاب رئيس قوي يقود بلدا تتقاذفه امواج مشاكل داخلية وخارجية لاحدود لها
وعود فضفاضة عائمة لاتحمل بالاسم مشروعا مستقبليا واضح المسارات والنفع العام
ارتباكات( هكتارية) تتحدث عن استصلاح سبعة الاف ثم ثلاثة الاف ثم خمسة عشر الف هكتار ولاندرى لماذا لم يجمع الرئيس كل الهكتارات المستصلحة و(المستخصرة) فى رقم واحد ولوعلى طريقة( وجدنا الاقتصاد0 فضربناه فى4)
خطاب يفتقر لجيم الجدة وحاء الحدة ودال الدقة
كانه قصيدة ذكرت محاسن الحبيبة فى ( مؤخرة ) طللية ونسي الممدوح ومناقبه على غير عادة شعر العرب
خطاب لم نجد فيه ما( ننتقده) ولا ما( ينقدنا)
يفتح لفظيا ابواب المستقبل ضاربا الصفح عن الحاضر البائس
كان خطابا من أجل الخطاب ليس إلا