مسلحون فلسطينيون يقولون إنهم يقاتلون من أجل جنين وليس لصالح أطراف خارجية

اثنين, 14/08/2023 - 13:01

نواكشوط(وكالة السواحل للأنباء): في مبنى تحمل جدرانه آثار طلقات الرصاص بمدينة جنين يحتفي مسلحان من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بما يصفانه بأنه انتصار للفلسطينيين في مواجهة أكبر عملية إسرائيلية في الضفة الغربية منذ عقود.

وقال قادة إسرائيليون إن التوغل الذي استمر يومين في جنين الشهر الماضي أسفر عن مصادرة أسلحة وتدمير بنية تحتية يستخدمها مسلحون تمولهم طهران، يستغلون مخيم لاجئين يتكدس فيه الآلاف في مساحة تقل عن نصف كيلومتر مربع كقاعدة لمهاجمة وقتل الإسرائيليين.

وفي السابع من أغسطس آب، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي إن إيران تحاول "أن تُطبق علينا" باستخدام جماعات مسلحة مثل الجهاد الإسلامي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية وحزب الله المدعوم من إيران في لبنان المجاور.

ولا يخفي المسلحون حقيقة أن الأموال تأتيهم من إيران، لكنهم يعتبرون المعركة نضالا وطنيا يؤججه الغضب من الاحتلال الإسرائيلي، ولا يبالون بالقضايا الجيوسياسية الأوسع، وهو ما أظهرته عشرات الحوارات مع المسلحين والمتعاطفين معهم في جنين.

وقال مسلح من حركة الجهاد الإسلامي عرّف نفسه باسم أبو صلاح "نحن أبناء جنين". وقال الشاب النحيل الملتحي (36 عاما) وهو يرتدي ملابس رياضية سوداء إن المسلحين يشعرون أنه ليس لديهم بديل "نحن تحت الحصار ومحاطين من كل جهة وليس أمامنا أي خيار سوى القتال".

وأضاف بينما كان يجلس وسط كتل من الحجارة واسطوانات غاز الطهي المحترقة التي استخدمت كعبوات ناسفة أثناء التوغل الإسرائيلي "صحيح أن حركة الجهاد الإسلامي هي التنظيم الأساسي ولكن الأهم من ذلك كله أننا أبناء جنين".

وقال المسلح "أهدافنا جميعا تقريبا مثل أهداف الجهاد الإسلامي ولكن المحرك لنا هو جنين".

ولم تنقطع الاضطرابات منذ أكثر من عام في الضفة الغربية، وهي منطقة بطول نحو 100 كيلومتر وعرض 50 كيلومترا ظلت في قلب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ أن احتلتها إسرائيل في حرب 1967.

وقُتل مئات الفلسطينيين، ومعظمهم من المسلحين إلى جانب الكثير من المدنيين أيضا، في هجمات إسرائيلية منذ اندلاع أحدث موجة عنف في أوائل عام 2022. وفي نفس الفترة، قُتل عشرات الإسرائيليين في هجمات بالرصاص أو طعن أو دهس نفذها فلسطينيون.

أحد ركائز الديمقراطية يتزعزع، فمن يحمي حرية التعبير؟ هنا نظرة عامة حول الموضوع.

ويتهم مسؤولون إسرائيليون إيران بشكل متكرر بتمويل جماعات مسلحة في الضفة الغربية في إطار حملة تشمل هجمات على إسرائيليين في الخارج وتمويل حزب الله وبرنامجا لتصنيع سلاح نووي.

ويرى العديد من الفلسطينيين أن هذا الاتهام يهدف لتحويل الانتباه بعيدا عن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والتوسع في بناء المستوطنات الذي تعتبره معظم دول العالم غير قانوني، لا سيما منذ انتخاب الحكومة اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو.

* الأمر لا يخلو من مجازفة

شكلت جنين، وهي معقل تقليدي للمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، ساحة خصبة لتحقيق مصالح مسؤولي الأمن الإيرانيين وممولين يعملون في الظل والفصائل الفلسطينية المتنافسة.

ورغم أنها تقع شكليا تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، التي تأسست قبل نحو 30 عاما بموجب اتفاقيات أوسلو للسلام، أصبحت جنين بشكل متزايد مكانا ينعدم فيه القانون حيث يجلس مسؤولو السلطة الفلسطينية خلف الجدران العالية لمقر المحافظة لا يسعهم سوى الاحتجاج على المداهمات الإسرائيلية.

وقال محمود السعدي مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين، والذي يعمل هناك منذ عقود، "هذه المنطقة بدون حكومة أو سلطة".

وذكر مسؤول إسرائيلي أن نحو 25 بالمئة من العائلات هناك، بحسب الجيش الإسرائيلي، محسوبة على حركة الجهاد الإسلامي التي تتلقى نحو 90 بالمئة من تمويلها من إيران بما يصل إلى "عشرات الملايين من الدولارات" سنويا. وينحدر كثير من المهاجمين الفلسطينيين الذين نفذوا هجمات داخل إسرائيل وفي الضفة الغربية من المنطقة.

وقال تامير هيمان المدير الإداري للمعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي في تل أبيب والرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إن إيران غير قادرة على ممارسة سيطرة مباشرة كبيرة على طريقة صرف أموالها.

وتابع "إيران تنفق الكثير من الأموال في الضفة الغربية لكنها غير قادرة على توجيهها بدقة أو إقناع نشطاء الإرهاب بفعل ما تريد بالضبط، لذا فإن الأمر لا يخلو من مجازفة".

وقال "إنهم يرسلون الأموال عن طريق تشجيع المهربين والتهريب عبر العصابات الإجرامية أو غيرهم، ويتمنون وصول مبلغ كبير بما يكفي إلى مخيم جنين وأماكن أخرى لإحداث فرق".

وردا على سؤال عما إذا كانت إيران تقدم التدريب والدعم النقدي وغيره من أشكال المساعدة للجهاد الإسلامي، قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك في رسالة بالبريد الإلكتروني "نقدم مساعدتنا لفصائل المقاومة الفلسطينية بناء على طلبهم. هناك التزام دولي يقع على كاهل جميع الدول لتمكين هذه الجماعات والدفاع عنها في وجه الاحتلال ومقاومة قوات الاحتلال الإسرائيلي".

 

وقال داود شهاب المتحدث باسم الجهاد الإسلامي إن تلقي الحركة دعما من إيران ليس سرا إلا أنه "لا توجد صلة مباشرة بين إيران وما يحدث في جنين أو في أي مكان آخر".

* "هناك دائما طرق"

تُظهر استطلاعات الرأي تأييد الفلسطينيين الساحق للجماعات المسلحة مع تصاعد المداهمات وبعدما أصبحت هجمات المستوطنين اليهود على القرى الفلسطينية أكثر جرأة.

وقال أبو صلاح "لولا دعم الأهالي لنا، لن نستطيع البقاء ساعة واحدة".

ووفقا لمسح أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، يؤيد 71 بالمئة من الفلسطينيين الجماعات المسلحة مثل لواء جنين، وهي مظلة تضم فصائل مثل حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس و"عرين الأسود" في مدينة نابلس المجاورة.

لكن مع تحسن علاقات إسرائيل مع دول الخليج الثرية، التي كانت تقدم الدعم المالي للقضية الفلسطينية عادة، جف مصدر تمويل مهم للجماعات المسلحة. وسعت إيران إلى سد هذه الفجوة.

وقال قيادي إسلامي مقيم خارج الأراضي الفلسطينية ولديه معرفة مباشرة بالآليات المستخدمة في نقل الأموال إن أجهزة المخابرات الإسرائيلية تجعل نقل الأموال أمرا صعبا "لكن العصابات الإجرامية ورجال الأعمال معدومي الضمير" يوفرون فرصة لنقلها.

وأضاف "هناك دائما طرق للحصول على الدعم حتى لو بدا شبه مستحيل .. يمكنهم حتى الحصول عليه عبر المهربين الإسرائيليين".

وبينما يقول مسؤولون أمنيون إنهم شهدوا في الفترة الأخيرة زيادة في تهريب الأسلحة والمخدرات، يقول مسؤولون إسرائيليون وجماعات مسلحة إن الدعم الإيراني يأتي أيضا من تحويلات مالية أكثر تعقيدا.

وقالت مصادر في فصائل مسلحة إن التحويلات تستدعي في بعض الأحيان اللجوء إلى مجرمين، أو تساعد شركات قانونية أو شبه قانونية أحيانا في نقل الأموال إلى الضفة الغربية.

* "ما بيسألو"

قالت أربعة مصادر مطلعة على الآلية إن تحويلات الأموال عادة ما تشمل خطابات ضمانات قانونية بالعملة الأجنبية أو طلبيات لسلع مستوردة مختلفة وعادة ما تكون مسعرة بأعلى من قيمتها بكثير وتتراوح بين الملابس ولعب الأطفال والأحذية والأدوات المنزلية وأغلبها من الصين.

وذكر مصدر كبير بحركة الجهاد "هم ما بيسألو، القصة انه هم بيسلموا جزء من الفلوس لرجل اعمال من اللي احنا بنتعامل معهم واللي هو بالتالي بيسلم المبلغ لحدا من شباب الجناح العسكري تبعونا".

وأوضح المصدر أن ما يقرب من ربع إلى ثلث قيمة هذه الصفقات يُدفع نقدا إلى رجال أعمال ممن تثق بهم حركة الجهاد الإسلامي يقومون بدورهم بتوصيل الأموال إلى الحركة وحتى أنهم يستخدمون في بعض الأحيان الروابط الأسرية لإخفاء تلك التحويلات.

دراسة جديدة تكشف التمييزَ ضدّ المرشّحات والمرشّحين بأسماء أجنبية في سويسرا

هذا المحتوى تم نشره يوم 14 أغسطس 2023 يوليو,14 أغسطس 2023 كشفت دراسة حديثة العهد أن المرشّحات والمرشّحين السياسيين ذوي الأسماء الأجنبية يحصلون على أصوات أقل بنسبة 5% مقارنة بأولئك الذين يحملون أسماء سويسرية.

ويمكن أن يبلغ ثمن البندقية الآلية، مثل بنادق إم 16، نحو 30 ألف دولار، وفي منطقة تتفشى فيها البطالة يقول مقاتلون إنه يمكنهم الحصول على ما بين 300 إلى 700 دولار في الشهر من الحركة التي تدعمها إيران.

وذكر مسؤولون إسرائيليون أن أغلب الأسلحة التي يستخدمها المقاتلون في جنين تأتي من إسرائيل نفسها إذ يتم سرقتها وتباع من خلال عصابات إجرامية. وأضافوا أن بعض الأسلحة مهربة عبر الحدود مع الأردن وبعضها يصنع في ورش محلية.

وبالنسبة للشباب في المخيمات المنبهرين بصور المقاتلين الشهداء التي تغطي الأماكن العامة فإنهم لا يهتمون كثيرا بمصدر الأموال التي تدفع لشراء الأسلحة.

وأشار مقاتل آخر من كتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة فتح التي أسسها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في الخمسينيات والتي تدير السلطة الفلسطينية حاليا "معروف إن الدعم الخارجي يأتي من الجهاد الإسلامي".

وأضاف "ما بيهمنا مين بجيب الدعم إلنا".

رويترز