ان لهذه الفوضى ان تتوقف/سيدى على بلعمش

أربعاء, 04/05/2022 - 22:29

في بيان صادر عن حركته العنصرية ، الإجرامية ، طالب صامبا تيام ، رئيس جبهة التحرير المسلحة في موريتانيا (flam :
front de libération armé de mauritanie)
باستحداث مؤسسة رئاسية (في الدستور)، تتضمن مساعدين للرئيس من قوميات مختلفة و التأكيد على طابع ثنائي العرق و متعدد القوميات و الثقافات للبلاد .
- في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من مائة و خمسين أثنية و لا يوجد في دستورها قانون يعطي أي أثنية ، لا حتى حق الحديث عن أثنيتها.
- في السنغال يا صمبا تيام، 36 لهجة ليس من بينها لغة حية و اللغة الفرنسية (لغة المستعمر الذي ارتكب على أرضها مجزرة تياروي بعد مطالبة الجنود السنغاليين برواتبهم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية) ، هي اللغة الرسمية للبلاد. فهل تفهم أي معنى للكرامة يا صامبا تيام؟
و ليس في السنغال اليوم من يستطيع أن يطالب بتدريس أو ترسيم أي من لهجاتها الميتة.
- في مالي يا صامبا تيام ، أكثر من 40 لهجة و يتكلم 80% منهم بالبمبارية و لا يطالبون بجعلها لغة البلاد الرسمية . و مثل السنغال يعتمدون الفرنسية لغة رسمية (إحدى اللغات الست التي تعمل بها الأمم المتحدة، وهي: العربية والإنجليزية والفرنسية والصينية والروسية والإسبانية) ، غصبا عن أنفك يا صامبا تيام .
فهل يستطيع الأزواديون (المماثلون بالضبط لحالتك) أن يطالبوا بترسيم لهجتهم و تعليمها و ترسيم مستشارين للرئيس، لتمثيل الناطقين بها؟
- ليذكر لنا صامبا تيام بلدا واحدا في العالم ، يوجد فيه مثل ما يطالب به النظام الموريتاني ..!
على صامبا تيام أن يفهم أن موريتانيا بلد عربي مسلم ، تعيش فيه أقليات محترمة و مبجلة و لن تكون قبل ألف عام على الأقل ، دولة فلانية وثنية ، لغتها الرسمية الفلانية و لغة آلهتها المقدسة الفرنسية.
- على صامبا تيام أن يفهم أنه لا يمثل غير نفسه ، في أعدل بلد في التعاطي مع مواطنيه : نحن مسلمون يا صامبا تيام، نتعامل مع المواطنين من منطق المواطنة فقط ، لا قيمة و لا معنى عندنا لقانون الأكثرية و الأقلية. و إذا نجح في الانتخابات غدا رئيس من أي قومية ، لن يحتج عليه أي منا ، لكنه لن يستطيع تغيير رسمية العربية و لن يستطيع فرض لغة أخرى لم تستطع تبنيها دول تتكلمها أغلبيتها.
# الخطأ هنا ليس من صامبا تيام:
- الخطأ خطأ النظام الموريتاني الذي يسمح له بمثل هذه التجاوزات التي لا تسمح بها أي دولة في العالم ..
- الخطأ هنا خطأ صحافتنا الجاهلة التي تقبل نشر مثل هذه البيانات الإجرامية.
- الخطأ هنا خطأ قضائنا الذي لا يجرم مثل هذه الدعوات المخالفة لكل قوانين البشر ..
ما معنى أن يطالب تيام صامبا بمثل هذه الإجراءات التي تحول دستورنا إلى دستور عنصري بمثل هذه المحاصصة المخالفة لأي منطق ديمقراطي مثل الدستوراللبناني؟
- على صامبا تيام أن يفهم أن الشعب الموريتاني أدرك الآن خطيئة مبالغته في التسامح مع دعوات أمثاله..
- على صامبا تيام أن يدرك أن تسامحنا لم يكن ضعفا و تجاوزنا لخطاياه لن يستمر ..
- على النظام الموريتاني أن يفعل مثل ما تفعل فرنسا (نموذج تيام المقدس) مع الباسك .. مثل ما تفعل السنغال (مع أمثال تيام صمبا) .. و لمذا لا أقول مثل ما تفعل مالي مع الأزواديين، لأذكره بمدى تسامحنا و رقي ممارساتنا ؟
- يجب على النظام الموريتاني أن يجرم هذه الدعوات العنصرية و الحديث عن الجهوية و القبائل و الأثنيات و الشرائح و الألوان و اللهجات و الثقافات ، كما يفعل العالم أجمع : يجب وضع خط نهاية لهذه المهزلة.
القوميات الموريتانية قوميات موريتانية و ليست لتيام صامبا و لا بيرام ، لا يمثلها غير النظام الموريتاني و لا يحميها غير النظام الموريتاني و لا يدافع عن كرامتها و ثقافتها غير النظام الموريتاني..
يجب أن توضع خطوط حمراء لكل من يتطاول بمثل هذا الكلام . و أول من تجب محاسبته في هذا الأمر هي الصحافة المحلية السخيفة ، المتخلفة ، المتخبطة في الأخطاء ، الجاهلة لكل ما يحدث في العالم .
الرئيس الأمريكي هو رئيس الجالية المسلمة في أمريكا و هو رئيس الجالية اليهودية و المسيحية و البوذية و الهندوسية ..
فمن هو تيام صامبا حتى يحتقرنا بمثل هذه المطالبة الجاهلة و السخيفة، كأننا نخافه أو نحترم فكره أو نحتاج إلى استشارة منه؟
ما هكذا تبنى الدول يا نظامنا.. ما هكذا تقوم الأمم.. ما هكذا يكون العدل.
لقد آن لهذه الفوضى أن تتوقف.