
ضجت نواكشوط بل موريتانيا عموما ونغص نوم اولئك الذين لم يضيع احد وقته ليعرف هل هم باتوا دون الحصول على ما يسد رقم اطفالهم وما سألهم عن الراقدين فى مستشفيات "الزنكلولنى" منهم ولا عن اسعار السموم المزورة , في حين حمل عمال اولئك الذين نغصوا نومهم ارطالا من اللحوم الطرية وأطنانا من بقايا الطعام الفاخر ووضعوها في احدى قمامات الاحياء الراقية بنواكشوط , ولا يعرفون ابواب تلك المستشفيات او بالأخرى مضاجع الموت في نواكشوط والولايات الداخلية التى يرقد فيها مرضى وموتى الذين يريدونهم اليوم سلما للصعود الى الكرسي الذي كان من يجلس عليه دائما السبب في ما هم فيه من معاناة وفقر وعوز.
ومن الغرابة بمكان هو التفاعل المشحون بعبارات تمجيدية وأخرى هجائية لهذا او ذاك والتدافع السلبي امام ابواب الطامحين الى للوصول الى القصر الرمادي بأصوات الجياع والمعوزين وهم لا يعرفونهم إلا في قناة الموريتانية او القنوات الاخرى او مواقع التواصل الاجتماعى او عن طريق رجل الشارع .
ولا يدرك الكثير من الناس أن كل تأخر لنا عن مسايرة الحداثة سيكلفنا الكثير ومن ابسط تلك التكاليف استقلالنا ووحدتنا الوطنية والترابية.
حطمنا تسعة عشر سنة من القرن الواحد والعشرين على صخرة القرن الثانى عشر , يعنى فقدنا ثانى سلم في السلالم واعتقد ان الكل يدرك جيدا اننا لن نصل قمة الصرح ما لم نعود ونبني السلالم الثمانية الأمر الذي قد يكلفنا اضعافه بناء السلم التاسع الذى حطمنا منه 19 سنة قمرية.
وها نحن اليوم نحاول تكرار حركاتنا السيزيفية بظهر مكسور بترنا منه 9 قرون و19 سنة , ومع ذلك نظن اننا سننهض بذات الطريقة التى درنا بها ظهورنا لماضينا ولهويتنا.
نظام عجز عن تجاوز عتبة الانظمة التى سبقته والتى طالما انتقد وذم طريقتها في الحكم والحكامة و" معارضة" عجزت عن تجاوز حكايات وقصص الجدات عن حسد ابناء العم وحب الاخوال ومتابعة الثأر – هذا ان حسنا الظن بهم – والدماء العالقة والطبقية وغيرها من مجترات الخور الاجتماعى البدوية
يتواصل